بحث حول نضرية Z لوليم أوشي
المقدمة
(z)النظرية العائلية نظرية
في أواخر السبعينات الميلادية وخلال الثمانينات بدأت الإدارة اليابانية تظهر كمنافس للإدارة الأمريكية التي ظلت مسيطرة خلال السنوات السابقة ـ أي منذ نهاية الحرب العالمية الأولى ـ كنمط إداري يتوق له الكثير من الدارسين و الإداريين . وبدأ الأمريكيون أنفسهم يشعرون بقيمة الإدارة اليابانية ونجاحها . وذلك من خلال النمو الاقتصادي الياباني السريع وغزوه بلدان العالم قاطبة.
ومن بين من اهتموا بذلك البروفسور( وليم أوشي) أستاذ إدارة الإعمال في جامعة كاليفورنيا . حيث قام بإجراء عدة بحوث ودراسات ميدانية في اليابان وفي الولايات المتحدة الاميريكية ، وذلك للتعرف على سر نجاح الإدارة اليابانية ، وقد توصل في النهاية إلى نموذج جديد في “(z)الإدارة سماه " نظرية
تقوم على أساس الاهتمام بالجانب الإنساني وهي
للعامل أو الموظف . 2
المبدأ العام للنظرية
استحدثت فكرة الإدارة اليابانية من البيئة الاجتماعية الخاصة بالمجتمع الياباني، وبخاصة الأسرة اليابانية التي تقوم على مبدأ الاحترام لرب الأسرة، وإطاعة أوامره، في حين يكون مسؤولاً عنهم ومشاركاً إياهم في اتخاذ القرار، وانعكس هذا بدوره على العمل الإداري داخل المؤسسات، على اعتبار أن المديرين والأفراد بمثابة الأسرة الواحدة، مما كان له أحسن الأثر على إنتاجية الأفراد وإخلاصهم لمؤسستهم بشكل ليس له مثيل.
3-خصائص و مميزات الإدارة اليابانية
1- ضمان الوظيفة للموظف مدى الحياة : أي الاستقرار والأمن الوظيفي، إذ لا تلجأ المؤسسات اليابانية إلى الاستغناء عن الأفراد حتى في أصعب الظروف الاقتصادية، مما كان له أكبر الأثر على إبداعه وإنتاجيته.
بما يحقق مزايا عديدة منها. 1- معدل دوران عمالة منخفض. 2- انخفاض نسب الغياب. 3- ارتفاع معنويات العاملين ..
2- العمل كفريق : والشعور الجماعي بالمسؤولية عن العمل الذي يقوم به الفرد، ففي كثير من الأحيان يتم قياس الإنتاج بالجهد الجماعي، وبالتالي تكون المكافأة جماعية لا فردية .
3- أسلوب المشاركة في اتخاذ القرار : مما يخلق انسجاماً وتوافقاً بين أهداف العاملين، وأهداف المؤسسة، ويوفر نوعاً من الرقابة الذاتية، ويتمثل أسلوب المشاركة في ما يسمى حلقات الجودة وهي مجموعة عمل صغيرة QualityCircles
تتشكل على مستوى المؤسسة بهدف تأمين الجميع ومشاركتهم في جهود تحسين ما تنتجه المؤسسة، وتحليل المشكلات الفنية والإدارية واقتراح حلول لها.
4- الاهتمام الشامل بالأفراد : من حيث تكافؤ الفرص والعدالة والمساواة والتعامل مع القوى البشرية دون تمييز، وتوفير مقومات الحياة والاستقرار لهم؛ من حيث السكن والرفاهية ومتطلبات العيش الكريم، مما يخلق أجواءً من التعاون والاحترام المتبادل بينهم، ونوعاً من التفاعل الطبيعي بين العمل والحياة الاجتماعية .
5 - عدم التسرع بالتقييم والترقية : والتركيز على تطوير المهارات المهنية للأفراد، حيث يتم نقل الموظف من موقعه إلى موقع آخر على المستوى الإداري الواحد نفسه، ليعطي العمل صفة الشمولية والتكامل .
6 - عدم التخصص في المهنة : تفضل المنظمات اليابانية عدم التخصص الدقيق في المهنة ، فالموظف العامل يمارس أكثر من مهنة وينتقل من قسم إلى آخر ، وذلك للاستفادة به في خدمة جميع أقسام المنظمة التي يعمل بها . وهذا التنقل من قسم لآخر يكسب العامل تجربة ثرية ، الأمر الذي يجعله معدا للترقية .
7 - عملية المراقبة الضمنية : تعتمد الرقابة في المؤسسات اليابانية على الحذق والمفاهيم الضمنية والأمور الداخلية ، وهي تمارس بشكل وثيق ومنتظم ومرن في آن واحد ، الأمر الذي يجعلها شبه محكومة.
6-انعكاسات النظرية على الإدارة التربوية
إن تطبيق مبادىء هذه النظرية في الإدارة التربوية تتطلب من الإداري التربوي بشكل عام و مدير المدرسة بشكل خاص:
- التركيز على احتياجات المعلمين والإداريين والطلاب.
- والنظر إليهم كأعضاء في أسرة واحدة يتوجب على رب تلك الأسرة الاهتمام بهم وتدريبهم .
- العمل على ترسيخ معايير أداء متميزة ، وتوفير قدر من الاحترام للمدرسين والطلاب وإتاحة المجال لهم للمشاركة الإدارية .
- تنسيق جهود المدرسين والتلاميذ للتعاون والعمل كجماعة واحدة أو كأسرة واحدة تتكامل فيما بينها لتحقيق أهداف المدرسة .
- وجعل الجميع يشعرون أن المدرسة ملكا لهم ، من خلال مشاركة المدرسين والتلاميذ في رسم سياسة وخطة المدرسة والالتزام بتنفيذها .
7- تحديد مسؤولية المدرسين في الأعمال المسندة إليهم وعدم تعارضها مع زملائهم .
- ثم مراعاة التوازن بين الآراء ووجهات النظر المختلفة للمدرسين واحترامها ومنح الفرصة لمن يقوم بتقديم ابتكارات جديدة ، وتهيئة الفرص لمزاولة بعض الأنشطة الترفيهية والاجتماعية والتثقيفية للمدرسين والتلاميذ .
وفي الخلاصة
(z)إن نظرية
أو النظرية اليابانية في الإدارة الحديثة * هي أفضل وأحدث النظريات المطبقة حالياً في كبرى الشركات العالمية ، والتي أثبتت مدى فائدتها للمنشئات والإدارات الحكومية وغيرها ..أساس النظرية هو ، أن العلاقة بين الإدارة والعاملين يسودها
الألفة.
المودة.
الثقة الكاملة .
8-المصادر و المراجع:*
1. القيادة أساسيات و نظريات و مفاهيم .
د- ماهر محمد صالح
2. أساسيات الأدارة الحديثة .
نعيم ابراهيم الظاهر
3. الأدارة التربوية
محمد المهيني
4. السياسات التعليمية (مدخل نظري و دراسات حالة)
د- عارف عطاري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق